يرجع أصل المرابطين إلى قبيلة لمتونة -المشهورة في بلاد موريتانيا- والتي دخلت في الإسلام في القرن السابع الميلادي. بينما يرجع أصل التسمية إلى أتباع الحركة الإصلاحية التي أسسها عبد الله بن ياسين في منطقة التيدرة شمال العاصمة الموريتانية نواكشوط, و الذي قاد حركة جهادية لنشر الدين و كان رجالها يلزمون الرباط (يرابطون) بعد كل حملة من حملاتهم الجهادية، بدأت الحركة بنشر الدعوة في الجنوب -إنطلاقاً من شنقيط (موريتانيا حاليا).
[عدل] التوسع
الإمبراطورية المرابطية
[عدل] موريتانيا
بدأ المرابطون بنشر دعوتهم بين القبائل البربرية في موريتانيا وكذلك بين الأفارقة بمناطق جنوب الصحراء،فبفضلهم إعتنقت الإسلام قبائل التكرور (ولاية صغيرة تقع حاليا في السنغال). في سنة 1054م تمكن المرابطون من إخضاع سجلماسة في الشمال وبعدها أوداغست سنة 1055م في الجنوب، و بهذا أصبحت طرق القوافل التجارية التي تعبر الصحراء تخضع بالكامل للمرابطين.
توفي يحيى بن إبراهيم في إحدى المعارك سنة 1056م، فتولى أبو بكر بن عامر قيادة الجيش بعده. بدأ المرابطون تحت إمرته بنشر الدعوة خارج الصحراء، فأخضعوا قبائل جبال الأطلس. بعدها انتصروا على البرغواطيين غير أن المواجهة كانت قوية نظرا للمقاومة العنيفة و التحصينات المنيعة للبرغواطيين، و في احدى المعارك استشهد عبد الله بن ياسين. في ظل هذا التوسع الكبير شمالا، ظهرت في الجنوب فتن و ثورات فقرر أبو بكر بن عمر سنة 1065مم تقسيم الجيوش المرابطية إلى قسمين، اتجه بالقسم الأول إلى الجنوب لقمع الثورات بينما عهد إلى ابن عمه يوسف بن تاشفين قيادة الجيش و التوغل شمالا.
بعد وفاة أبو بكر بن عامر سنة 1087م، أصبح يوسف بن تاشفين هو القائد الأعلى للجيوش المرابطية فأخضع تحت إمرته كل البلاد الواقعة اليوم بين المغرب وموريتانيا و في سنة 1062 بنى مدينة مراكش و اتخذها عاصمة للدولة. أما سنة 1080م اجتاح ممكلة تلمسان التي تقع اليوم بغرب الجزائر فأنشأ بها مدينة تلمسان الحديثة. وقد بلغت حدود الدولة المرابطية إلى وهران شرقا.
[عدل] إمبراطورية غانا
تغلغل المرابطون في المناطق الواقعة جنوب نهر السنغال، فدخلوا في حروب مع إمبراطورية غانا إلى أن فتحوها سنة 1045م. استيلاء المرابطين على المملكة وضع حدا للسيطرة العسكرية و الإقتصادية لهذه الأخيرة، فأسلم العديد من أهل المنطقة بينما قرر آخرون المغادرة وأنشؤوا بدورهم مملكة أخرى أسموها مملكة مالي .
[عدل] شبه الجزيرة الإيبيرية
في سنة 1086م قام ملوك و أهالي الأندلس بدعوة يوسف بن تاشفين للدفاع عنهم ضد جيوش الفونسو الخامس، ملك قشتالة و ليون. في نفس العام عبر جيش المرابطين مضيق جبل طارق متجها نحو الخزيرات حيث أوقع بجيش الإيبيريين خسارة مذلة في معركة الزلاقة الشهيرة. بعد رده للصليبيين عاد يوسف بن تاشفين أدراجه إلى إفريقيا لكي يخمد بعض الثورات الصغيرة.
بعد أربع سنوات من معركة الزلاقة، أي في سنة 1090م عاد يوسف بن تاشفين إلى شبه الجزيرة الأيبيرية لكن هذه المرة لكي ينهي حكم ملوك الطوائف في الأندلس. ولقد لقي مسعاه استحسان و دعم السكان الذين ناصروه على ملوكهم. لم يكن سكان الأندلس هم الوحيدين الذين دعموا يوسف بن تاشفين في مسعاه بل كذلك مشايخ الإسلام في الشرق و من بينهم الإمام الغزالي في فارس و الطرطوسي بمصر (هذا الأخير كان أندلسي المولد -طرطوس) الذان أفتيا بجواز تنحية ملوك الطوائف عن عروشهم وذلك لفساد حكمهم ودينهم.
في سنة 1094م استطاع يوسف بن تاشفين القضاء على كل الممالك باستثناء ممكلة سرقسطة. ومن جهة أخرى كانت مدينة فالنسيا هي المدينة الوحيدة التي أخذها يوسف من الصليبيين.
الإمبراطورية المرابطية في أقصى امتدادها
[عدل] إمارة المسلمين
كان يوسف بن تاشفين على اتصال بالدولة العباسية في الشرق حيث كان يتبادل الرسائل الودية مع الخليفة العباسي في بغداد والذي يلقب بأمير المؤمنين ولهذا لم يقبل بأخذ هذا اللقب لنفسه و اكتفى بلقب أمير المسلمين وكان ذلك سنة 1097م.
مات يوسف بن تاشفين عن عمر يناهز المئة سنة تاركا وراءه إمبراطورية مترامية الأطراف، تمتد من الأندلس وجزر البليار شمالا إلى مملكة غانة جنوبا و من الجزائر شرقا إلى المحيط الأطلسي.
[عدل] الإندحار
بعد قرون من السيطرة و القوة جاء عصر التدهور وكان ذلك في عهد علي بن يوسف (1106م-1143م) حيث تعرض المرابطون إلى هزائم متعددة على أيدي الإسبان في الأندلس كما ضعفت قوة الدولة في المركز حيث كانت الفتن و القلائل والثورات وذلك للزيادة في المكوس و فساد الطبقة الحاكمة. وتمثل أهم الأخطار الداخلية على المرابطين بداية الدعوة الموحدية بقيادة المهدي بن تومرت و التي ابتدأت في العام 1030م وتسببت في انهيار الدولة المرابطية ودخول المهدي بن تومرت لمدينة مراكش عاصمة المرابطين سنة 1147م.
[عدل] فن العمارة
انضر : فن العمارة في عصر المرابطين والموحدين
القبة المرابطيةتاثرت العمارة عند المرابطين بفنون العمارة الأندلسية، مع تأثيرات مشرقية، و أهم ما يميز العمارة في هذه الفترة جامع تلمسان و جامع القرويين بفاس. دمرت معظم إنجازاته المعمارية على أيادي الموحدين، الذين خلفوا المرابطين في منتصف القرن 5 الهجري / منتصف القرن 12 الميلادي.
[عدل] قائمة الأمراء
هذا وقد حكم دولة المرابطين ستة ملوك منهم: أبو بكر بن عمر، ويوسف بن تاشفين الذين أسسوا الدولة وبنوها وهذه قائمة بأسماء ملوك المرابطين وفترة حكمهم:
الحاكم الحياة الحكم
2 أبو بكر بن عامر . 448-480
1 يوسف بن تاشفين بن تالاكاكين ....-1107 1062-1107
2 علي بن يوسف ....-1143 1107-1143
3 تاشفين بن علي ....-1146 1143-1146
4 إبراهيم بن تاشفين ....-.... 1146-1146
5 إسحق بن علي بن يوسف بن تاشفين ....-1147 1146-1147
يوسف بن تاشفين بن تالاكاكين (حكم في فاس فقط) ....-.... 1062-1063