ما قاله الشعراء في البكاء والدموع
وأجهشت للتّوباذ حين رأيته
وكبّر للرحمن حين رآني
فأذريت دمع العين لمّا رأيته
ونادى بأعلى صوته فدعاني
فقلت له أين الذين عهدتهم
حواليك في أمن وخفض زمان
فقال مضوا واستودعوني بلادهم
ومن ذا الذي يبقى على الحدثان
وإني لأبكي اليوم من حذري غداً
فراقك والحيّان مجتمعان
سجالاً وتهتاناً ووبلا وديمة
وسجاً وتسكاباً وتنهملان
وللمجنونِ أيضاً
ذد الدّمع حتى يظعن الحيّ إنما
دموعك إن فاضت عليك دليل
كأنّ دموع العين يوم تحمّلوا
جمال على جييب القميص يسيل
ول أحمد بن يحيى:
ومستنجد بالحزن دمعاً كأنه
على الخدّ ممّا ليس يرفأ حائر
إذا ديمة منه استقلّت تهللّت
أوائل أخرى ما لهنّ أواخر
ملا مقلتيه الدمع حتى كأنه
لما انهّل من عينيه في الماء ناظر
وقيلَ أن أحسنَ ما قيلَ في الدموع
وينظر من بين الدموع بمقلة
رمى الشّوق في إنسانها فهو ساهر
وقال أخر
نظرت كأنيّ من وراء زجاجة
إلى الدار من ماء الصّبابة أنظر
فعيناي طوراً تغرقان من البكا
فأعشى وحيناً تحسران فأبصر
وللشاعر ذي الرمّة:
وما شنّتا خرقاء واهيتا الكلي
سقى بهما ساق ولمّا تبلّلا
بأضيع من عينيك للدمع كلّما
تذكّرت ربعاً أو توهمت منزلا
ولبشار بن برد
نزف البكاء دموع عينك فاستعر
عيناً لغيرك دمعها مدرار
من ذا يعيرك عينه تبكي بها
أرأيت عيناً للبكاء تعار
وللبحتري
وقفنا والعيون مشعّلات
يغالب دمعها نظر كليل
نهته رقبة الواشين حتى
تعلّق لا يغيض ولا يسيل
و لدعبل الخزاعي:
يا ربع أين توجّهت سلمى
أمضت فمهجة نفسه أمضى
لا أبتغي سقي السحاب لها
في مقلتي عوض من السّقيا
وللشاعر جحظة
ومن طاعتي إيّاه أمطر ناظري
له حين يبدي من ثناياه لي برقا
كأنّ دموعي تبصر الوصل هارباً
فمن أجل ذا تجري لتدركه سبقا
وما قاله ابو نؤاس في هذا المعنى
لا جزى الله دمع عيني خيرا
وجزى الله كلّ خير لساني
نمّ دمعي فليس يكتم شيئاً
ورأيت اللسان ذا كتمان
كنت مثل الكتاب أخفأه طيّ
فاستدلّوا عليه بالعنوان
ولنفطويه
قلبي عليك أرقّ من خدّيكا
وقواي أوهى من قوى جفنيكما
لم لا ترقّ لمن تعذّب نفسه
ظلماً ويعطفه هواه عليكا
تحياتي