في حوار خاص اجرته جريدة المنتخب مع المدرب الجديد للوداد الرياضي البيضاوي . جاء على الشكل التالي
الزاكي ..ولد الدار
عدت لعائلتي وللدار الكبيرة
البداية كانت كلاما والنهاية كانت جدية
إسألوني عن وداد اليوم والغد ولاتسألوا عن الأمس
يمكنني أن أجعل من الوداد وداد القبول الأكبر
ثقافة الألقاب لها محدداتها واستراتيجياتها
لست غولا ولا ديكتاتوريا ولا متصلبا·· أنا إنسان
لا يهمني ما فعله الآن·· وسأنطلق من الصفر
أريد أن تكون الوداد مثل البارصا أو الريال
ربما يكون الزمن قد غير كثيرا من المواقف داخل أسرة الوداد·· وربما يكون بيت الوداد اليوم قد تنازل عن المشاكل وترفع عن التصدعات ليبدأ صفحة جديدة باتجاه يسار وعمودي لأفق النجاحات·
ربما يكون الوداد قد توفق في اختيار جد مبكر لرجل المرحلة القادم على غير أدبيات الإختيار الأجنبي البعيد عن ثقافة الألقاب·· وربما يكون الوداد قد آمن برجال بلاده مثلما فاز الآخرون بذات الرجال خلال البطولات الماضية··
الوداد الآن في منعرج خط استعجالي لتكوين أسلوب جديد في التعامل مع الأسطول والجهاز الفني والألقاب، لكن ما هو أقوى من هذا الإستعجال، هو الإيمان برجل الرحلة الذي راهن عليه الجميع، ليس لأنه إبن الدار فحسب، بل لأنه قائد بامتياز ويؤمن بالإحترافية مثلما راعاها كلاعب آمن بالإنضباط والوصول إلى النجومية التي يتمناها اليوم أي لاعب يحمل قميص الوداد ويحلم به مثل الرجاء والجيش وغيره·
الزاكي هو رجل المرحلة·· هو رجال الساعة بامتياز بذات الإمتياز لمحمد فاخر مع الجيش بأقصى سرعة من الإرتباط··
إلى كل الوداديين والمغاربة، ها هو الزاكي يحاوركم خارج الندوة الصحفية·
الزاكي مدربا للوداد وللقلعة الحمراء والشريحة كبيرة من الجماهير، هل يمكن القول أنها عودة لبيت العائلة؟
- >هي عودة للدار الكبيرة ولمنزلي الذي تكونت فيه وانطلقت خلاله نحو الأفق والإحتراف والدولية والعالمية·· أبدا ما نسيت الوداد وقاعدة جماهيره، هو فريق كبير وكبير، يسعدني أن أكون بينه وبين أنصاره، وأكثر ما يسعدني هو العقلية الإحترافية والتسيير المحكم الذي يروم نحو بناء مشروع مستقبلي على غير مواسم الأخذ والرد والصراع مع الألقاب الضائعة·· وهذا هو ما شجعني للإرتباط بالوداد حتى اللحظة<·
لو عدنا لخيوط الإتصال، كان هناك من يقول أن إسم الزاكي طرح لامتصاص غضب الجماهير؟
- >ليس لي علم بهذه الصورة على الإطلاق، وليس من تربية الوداد أن تدخل في مثل هذه الحساسيات، كما ليس من تربيتي أن أتفاعل بما يقال أو يشاع·· وما هو بديهي أن خيوط الإتصال كان في البداية كلاما، وبعدها أخذ الموضوع طريقا حاسما وجديا من قبل الجميع وليس للسيد أكرم لوحده، طبعا كان السؤال ملحا ونابعا من قيمة الرغبة الشخصية لتدريب الوداد وحب الجماهير لشخصي كما يراها أكرم ورجال الوداد قبل أن تكون لدي ذات الرغبة، ومع أن التوافق الثنائي وصل إلى حد الإقناع، جالست الرئيس عبد الإله أكرم لتوحيد الرؤيا وطرح كل القضايا والمشاكل العالقة، وكان الختم هو الموافقة المبدئية، وليس كل ما راج من أخبار خارج النص<·
أعرف أن من يدرب الوداد، كما لو أنه يدرب الريال أو البارصا بشريحة هامة من الجماهير المتيمة بحب كل ما هو أحمر، هل شعرت بهذا القبول؟
- >أنا إبن الوداد، وعشت معه حلاوة هذا الإحتماء الساخن عندما كنت لاعبا، كما أعرف قيمة وحجم الوداد وتاريخه ورجالاته ونجومه ، وأكثر من ذلك أدرك حتى قيمة الحساسيات التي كانت تؤثر على الجانب التقني عندما دربت الوداد، وكانت حدتها عند وصلت بالفريق إلى نهائي كأس الكاف عام 1998 ضد نجم الساحل، وقتها كانت تيارات متجاذبة مع مكاتب سابقة ورؤساء يتغيرون ويستقيلون، أما اليوم فهذه وداد أخرى، بعقلية أخرى وبأنماط جديدة في التعامل مع الأحداث، وإذا كان الجميع يرى أن الزاكي هو رجل المرحلة في المجال التقني، فأنا سعيد جدا بأن أكون حريصا على تطبيع الجهود لتكون الوداد قوية وتعود إلى سكتها الطبيعية والصحيحة، أما القبول، فهو شعور رباني، ويمكنني أن أجعل من الوداد وداد القبول الأكبر لدى الجماهير<·
قبل الوداد، كان الزاكي بين محطات عربية اختارته ليكون رجل المرحلة طبعا مع الصفاقسي التونسي وشليف الجزائري، لماذا لم يقبل بهذه العروض أساسا؟
- >وحتى المنتخب السوداني أيضا·· لا أخفيك قولا أنني كنت قد وعدت الرئيس عبد الإله أكرم بقبول الوداد كطرف في المعادلة وأقواها على الإطلاق، وعندما أعطي الكلمة، لا أتردد مطلقا في قلب موازينها بحكم الإرتياك أولا وإدارة النادي والأنصار والمنخرطين وشرائح الوداد العريضة، ورأيت في الوداد أفضل اختيار بالرغم من العروض المذكورة، وعلي الإلتزام بمبدإ ما إلتزم به الآخرون<·
عقدك مع الوداد كانت له شروط متعارف عليها، هل يمكن أن نعرف أقوى الأهداف؟
- >هو عقد كسائر عقود العالم، ليست فيه درجات متفاوتة في النقط المطروحة في مدة الإرتباط والراتب والأهداف وغير ذلك، لكن الأبرز في كل هذا، أن ثقافة الألقاب لها محدداتها واستراتيجيتها وحتى حوافزها، ومع ذلك اعتبرت نفسي متنازلا عن بعض الأمور المالية المتعلقة بثقافة الأهداف الكاملة، إذ ليس من المعقول أن تدرب فريق مايوركا مثلا بذات السعر مع ريال مدريد، لأن الإختلاف بين في عملية الأهداف المطروحة، بين عراقة نادي كبير له قاعدة كبيرة من الجماهير والألقاب والنجوم والتاريخ، وبين فريق عادي ومتوسط، وهذا هو عنصر الإختلاف أيضا بين فريق ودادي كبير وفريق أقل منه في التوازنات·· ومع ذلك تنازلت ماديا عن ما فوق راتبي الذي تعرفونه أساسا مع الأندية، وكل ما آمله حقا هو أن تكون الوداد سعيدة بالإستقرار وتوحد الرؤيا وتناغم المجموعة<·
هل كنت تشعر أحيانا بأنك غير مرغوب فيه من الوداديين أصلا؟
- >وماذا فعلته أصلا لأكون غير مرغوب فيه، هل أنا غول أو ديكتاتوري أو متصلب·· أنا إنسان ككل الناس، وكلنا له عيوب ومميزات جميلة، وهكذا هي الدنيا، ولا أعتقد أنني إنسان غير مرغوب فيه حتى من جانب الشعور، لأنني لو كنت كذلك لما قبلت تدريب الوداد·· الوداديون هم من صنعوني عندما كنت لاعبا، فكيف لا أخدمهم بذات الحب<·
ألم تكن متخوفا من ضغوط ومؤثرات داخلية وأخرى خارجية لا تريدك أصلا؟
- >بالعكس·· كان التعاقد مع الوداد متزنا للغاية، وحمل معه حيثيات كبيرة في معالجة الإختيار الصائب، وأصدقك القول أن قبول المهمة طالت لمدة عشرين يوما بين المد والجزر لدرجة اقتنعت فيها نهائيا، بأن كل الشرائح الودادية المقربة كانت تريد التعاقد معي بشكل إيجابي ودون شوفينية ضيقة<·
وهل معنى ذلك أن الوداد اختارت الزاكي بذات اختيارات الجيش وخريبكة ووصولهما إلى الألقاب؟
- >لم يخطر ببالي هذا الموضوع على الإطلاق، ومع ذلك سأتبناه منطقيا لأنه عنصر خلاق في عملية الخلق والإبداع·· وأحترم جديا ما فعله زملائي عندما فازوا بالألقاب أمثال فاخر ومديح مع الجيش وخريبكة، وسأكون حريصا على تقديم ذات الإضافة للوداد لكونه مؤهل لصراع اللقب المغربي من الآن إن شاء الله<·
قلت هذا من باب الجديد الذي وضع الوداد في سكة الإبتعاد عن الأجانب هذه المرة ليعتمد عليك كإطار مغربي؟
- >وأنا في الخدمة كما قلت ذلك·· ولا يهمني ما فعله الأجانب بقدر ما سأحرص على تخليقه شخصيا داخل المجموعة كجزء لا يتجزأ في ثقافة الألقاب التي تغيب عن معظم اللاعبين والحرص على الإحترافية الموصلة إلى الأهداف الكبيرة، ومن يفهم اللاعب المغربي إلا المدرب المغربي<·
يمكن أن نعتبر الوداد من الآن رفقة الجيش الأسرع في التعاقد والإرتياح؟
- >هو كذلك·· لأن سياسة هدر الوقت غير رحيمة بالتحضيرات، وعادة مع تؤدي الأندية ثمن الموسم غاليا عندما تستعد بشكل متأخر·· وما فعله الوداد والجيش معا يؤكد أن الفريقان معا يخططان الآن في جعل البطولة القادمة مشتعلة، ومسألة التعاقد المبكر أساسا تضعك في الخط الملائم لتحضير أجندة وروزنامة عمل مضبوطة<·
قلت أن ثقافة الوداد لا تقبل إلا بالألقاب، كيف ستتعامل معها؟
- >علينا أن نبني لأفق عام قادم حسب ما يمليه التعاقد معي، علينا جميعا أن نوصل الوداد إلى موقعه الحقيقي في ثلاثية الأحداث المقبلة (البطولة، كأس العرش، كأس العرب)، وعلينا جميعا أن ندرك قيمة المرحلة، والبناء الآخر لأن ثقافة الوداد كما لازلت أقول لا تقبل إلا بهذه الخصوصيات، وحتى لو وقع لها أي انكسار طارئ لا قدر الله، فعليها أن تكون ضمن ثلاثي المقدمة، وأن تصارع على لقبي كأس العرش وكأس العرب، لكني أومن أن الوداد ستخطط لموسم جهنمي ورائع إن شاء الله<·
إيمانك الطبيعي مع الجامعة في عقدة الأهداف سابقا، هل هو ما يؤهلك لأن تكون بذات الصفة مع الوداد؟
- >العمل لا يختلف أساسا، مع عقل الإحتراف ونمط الإحتراف هو الجزء الأكبر من احترام العمل والعيش من ورائه، طبعا الأمر يختلف بين المنتخب والنادي في طريقة العمل اليومي، لأن عناصر المنتخب تعيش معك لفترة قصيرة تتناغم مع الإختيارات واستراتيجية اللعب، ونظام واحترام أخلاقيات اللعبة قبل وبعد الدخول إلى الرقعة بشكل يختلف مع عناصر النادي الذي يلعب للبطولة ويكون معك يوميا في التداريب، وأعتقد أن هذه الصورة عادة ما تكون محمولة بثقل المهمة، لأن صراع موسم محمول أيضا بصراع حلم يراود كل لاعب للفوز بالقلب، كما يراود ذات المناصر والمسؤول والتقني، لذلك فهو عمل جماعي علينا أن نباركه من الآن شريطة أن يكون العنصر الإحترافي هو المسيطر في عملية جعل الوداد فريقا كبيرا نجعله اليوم كالريال والبارصا مثلما تشاهده جميعا مع انقسام المغاربة لهذا الحب<·
لو قرأت الوداد حاليا، هل تعرف ما هي نقط ضعفه وقوته أساسا؟
- >لو شاهدنا الوداد من حراسته إلى هجومه وحتى دكة بدلائه، أكيد أنك لوضعته في سوق الإنتقالات سيباع بالسرعة المطلقة، لذلك لا أراه فريقا عاديا، بل فريقا كبيرا خانته أخطاء الإنطلاقة السابقة، والمعسكر المضطرب والتحضير السيء، وسرد استقرار المدرب فينغادا، قبل أن يتولى ماركوف البلغاري المهمة، ويسير باتجاه المجهول مع مطالبته بتحقيق النتائج، وما أراه الآن مغايرا تماما هو الإرتياح التقني وتوقيت التحضير وإجراء المباريات الودية والإستقرار على الأسطول البشري<·
بشريا، هل يمكن أن تطرأ تعديلات على الفريق؟
- >هي تعديلات بسيطة لا تخرج عن مركزين أو ثلاثة من عيار ثقيل، بمعنى انتداب لاعبين يمنحون الإضافة التي أراها ضرورية لصنع النتائج، وعموما لا يخرج عن التشكيل العام للموسم سوى 28 لاعبا بإمكانها مسايرة موسم على ثلاث واجهات<·
هل يمكن أن نعرف مدى الثغرات المبحوث عنها؟
- >لا أريد مناقشة هذا الأمر لأنه كشف علني عن أسرار سوق إنتقالات ترونها أصلا شحيحة بالمغرب<·
عقدك لمدة سنة مع الوداد، هل تراه قابلا لتحقيق كل الأهداف؟
- >هو عقد لمدة موسم واحد قابل للتجديد، ومن المفروض أن نعمل جميعا في سياق البحث عن الأهداف المرهونة بنادي كبير ممثل في قيمة الوداد، وأعتقد أن الفوز بالبطولة يبقى من أولوياتي رغم أن عقدة الأهداف مرتبطة إما بالفوز بالبطولة أو الحصول على أحد المقاعد الثلاثة الأولى، كما تفرض الضرورة الفوز إما بلقب كأس العرش أو عصبة الأبطال العربية·· وما يهم من هذا الإطار العام هو تلميع صورة النادي، والبحث عن الألقاب والعمل الإحترافي<·
على مستوى الجهاز التقني، أي جديد تراعيه في هذا الشأن؟
- >ليس هناك أي جديد، سأحتفظ برشيد الداودي كمساعد، ويونس بوكطاية كمدرب للحراس، مع جديد وضع عبد الرزاق العمراني معدا بدنيا، وأكثر من ذلك أعرف عن الوداد كل شيء، ولا يهمني ما فعله الآخرون بقدر ما يهمني هو عملي المنطلق من الصفر<·
وهل وضعت برنامجا محددا للبداية؟
- >حددت يوم 20 يوليوز كبداية لتقديم اللاعبين، على أن تكون البداية الحقيقية للتداريب يوم 24 يوليوز، سنجتهد خلالها بالمخزون البدني، مع جدولة مباريات ودية تساير إيقاع تناغم المجموعة بقديمها وجديدها<·
أجواء رمضان لها دراسة معينة في التحضيرات، أكيد أن الصيف الملتهب سيأخذ وقتا كافيا للتعامل مع انطلاق البطولة بأجواء الصيام؟
- >هذا ما سنعمل على بلورته جديا من يوليوز حتى أواخر غشت لنكسب ميزانا حراريا في الشق البدني موازاة مع المباريات الودية·· وسأجهز وقتها تنظيما خاصا لأجواء رمضان بحكم أن البطولة على أقل أو أكثر تقدير ستكون في الأسبوع الثاني من شتنبر القادم<·
الآن·· مفتاح الوداد بين يديك
- >هي ثلاثة مفاتيح أصلا·· مفتاح إدارة ميسرة أريدها أن تكون في مستوى الرهانات، ومفتاح قيادة تقنية سنعرف كيف نداريها بالتوجه الإحترافي، ومفتاح جمهور أكيد أنه سيرى ودادا جديدة بدعم ومناصرة لا مشروطة·· وحق علينا جميعا أن نحمل هذه المفاتيح السخية للدار الكبيرة والدار الحمراء في قيمة الوداد·· والله ولي التوفيق
المصدر
http://www.almountakhab.com